قصة أدبية طريفة قادتني .. للاهتمام بقضية #فلسطين !!!!
في بداية المراحل الثانوية كان أستاذنا إبراهيم بشير واقي يقدم لنا مادة الأدب فقرّر لنا دراسة قصيدة في رثاء المدن وكنا نعرف قصيدة أبي البقاء الرندي التي مطلعها :
لكلّ شيئ اذا ما تمّ نقصان ## فلا يغرّ بطيي العيش إنسان ..
وهي قصيدة معروفة لل داعي لذكرها والتي منها هذا البيت الذي ما زال ملحّا تطبيقه بين مسلمي عصرنا ...
ماذا التقاطع والإسلام بينكمو ## وأنتم ُ يا عباد الله إخوان
ألا نفوسٌ أبيّاتٌ لها همَمٌ ## أما على الخير أنصارٌ وأعوانُ
نعم أخبرنا أستاذنا بوجود قصيدة أعمق من هذه القصيدة وهو ما لم نكن نعتقده وذلك في وصف ما حدث من قهر وتعذيب للمسلمين في البصرة من قبل التتار وبغداد وهي قصيدة لأبي العلاء المعري .. لتكون جزءا من مقررنا في الأدب أذكر مطلعها :
ذاد عن مقلتي لذيذ المنام ## شغلُها عنه بالدموع السجام
وهي قصيدة طويلة تصل ل ٥٠ بيتا كنا حفظناها حيث كان من المقرّر وفي اختبارات نهاية السنة لم يأتنا الأستاذ بسؤال واحد عن القصيدة التي كنا نعتبرها منطقة حقل ألغام في المادة قد يطيح بنا الأستاذ فيها لكن كل هذه الجهود الذهنية ذهبت سدى لكنها بقيت معنا حتى هذه اللحظات جزاه الله خيرا وهكذا كان عادة الأستاذ معنا دائما في المواد التي يدرّسنا فيها (البلاغة والأدب ) ..
والحقيقة أنها لا يمكن أن تقرأها دون أن تذرف الدموع وتسكب العبرات رغم حداثة السن آنذاك ، تصوّرٌ فوق الرائع وفيلم شعري مفعم بالأحداث والصخب والضجيج وأصوات السيوف وأنهار الدماء ولهيب الحريق الذي عم المدينة وكأنها كاميرا استقصائي يرصد ماذا حدث بالضبط بالمسلمين حينها ، وصدق من قال : إن الشعر كان بمثابة وزارة إعلام متنقلة في تلك العصور قبل عصور الانحطاط التي نعيشها .. وأذكر بعض الابيات حيث قال :
أي هولٍ رأوا بهم أي هولٍ ## حقّ منه يشيب رأس الغلام
كم أغصوا شارب بشراب ## كم أغصوا طعام بطعام
كم أب قد رأى عزيز بنيه ## وهو يعلى بصارمٍ صمصامِ
إلى أن قال :
أين فٌلْكٌ فيها وفلك إليها ## منشآت في البحر كالأعلام ..
سلِّط البثْقُ والحريق عليها ## فتداعت أركانُه بانهِدامِ
إلى آخر ما قال رضي الله عنه ...
المهمّ كنت في بحث للمقارنة بين القصيدتين لكي أتحقق مما قاله لنا الأستاذ إبراهيم وأقارن بينهما وأحاول مراجعة ما استعصى علي فهمُه مع أستاذي ، فأخذت كتابا أدبيا من مكتبة شيخي والوالد المربّي الشيخ / حامد ديمبا واقي رحمه تعالى وأظنّه كتاب "جواهر الأدب " وهو كتاب نفيس وإن عدّه المنفلوطي كتابا غير مهمّ في نظراته عن خداع العناوين ولا أدري سرّ تهجّمه على الاستاذ أحمد الهاشمي رغم أن الكتاب وفّر على مثلي الكثير فهو كتاب جواهر ولطائف وفرائ ودرر وربما بدافع الغيرة أو من باب أن المعاصرة تنفي المناصرة ففي اعتقادي أن جواهر الادب وجواهر البلاغة وميزان الذهب في صناعة شعر العرب وكتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر وهي كلها لأحمد الهاشمي الكاتب المصري رحمه الله تعالى كلها كتب في قمة المصنفات في هذا المجال ..
وقد وقعت بالضبط على قصيدة أبي البقاء الرندي بالكامل في الكتاب ..
وقررت نسخ القصيدة حيث كانت القصيدة تصلنا متقطّعة ولا تفي إلا بقدر ما يسمح به المقرّر وحين وصلت لقوله (الرندي ) :
تلك المصيبة أنستْ ما تقدمها ## وما لها مع طول الدهر نسيان ..
فالشاعر هنا يذكر أن ما حصل بالمسلمين في الأندلس لا يمكن نسيانها على مر العصور وكر الدهور من فظاعة المظاهر التي تم وقوعها في تلك البلاد ..
ووجدت الشيخ حامد أستاذي قد علّق بخط يده في الكتاب - وهذا عادة الشيخ مع كتبه حيث يدوّن ملاحظاته وتعليقاته في كتبه علّه يرجع إليها - على بيت في جانب المقطع وهو يقول معلّقا على البيت المذكور آنفا :
"لقد أنسته مصيبة المسلمين في فلسطين "
وحين استفسرت منه هذا التعليق وفحوى كل هذا المشهد في الشعر وقصة الأندلس وأخيرا "فلسطين " ، أجهش الشيخ بالبكاء رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى
هذا كان أول ارتباط لي بقضية فلسطين .. وهذا جواب لكثير منكم ممن يعاتبونني... لماذا تهتم بقضية فلسطين بينما قضايا وطنك أهمّ وقارتك بها ما يهمّنا أكثر ...
يا شباب هكذا ربّينا ....
في بداية المراحل الثانوية كان أستاذنا إبراهيم بشير واقي يقدم لنا مادة الأدب فقرّر لنا دراسة قصيدة في رثاء المدن وكنا نعرف قصيدة أبي البقاء الرندي التي مطلعها :
لكلّ شيئ اذا ما تمّ نقصان ## فلا يغرّ بطيي العيش إنسان ..
وهي قصيدة معروفة لل داعي لذكرها والتي منها هذا البيت الذي ما زال ملحّا تطبيقه بين مسلمي عصرنا ...
ماذا التقاطع والإسلام بينكمو ## وأنتم ُ يا عباد الله إخوان
ألا نفوسٌ أبيّاتٌ لها همَمٌ ## أما على الخير أنصارٌ وأعوانُ
نعم أخبرنا أستاذنا بوجود قصيدة أعمق من هذه القصيدة وهو ما لم نكن نعتقده وذلك في وصف ما حدث من قهر وتعذيب للمسلمين في البصرة من قبل التتار وبغداد وهي قصيدة لأبي العلاء المعري .. لتكون جزءا من مقررنا في الأدب أذكر مطلعها :
ذاد عن مقلتي لذيذ المنام ## شغلُها عنه بالدموع السجام
وهي قصيدة طويلة تصل ل ٥٠ بيتا كنا حفظناها حيث كان من المقرّر وفي اختبارات نهاية السنة لم يأتنا الأستاذ بسؤال واحد عن القصيدة التي كنا نعتبرها منطقة حقل ألغام في المادة قد يطيح بنا الأستاذ فيها لكن كل هذه الجهود الذهنية ذهبت سدى لكنها بقيت معنا حتى هذه اللحظات جزاه الله خيرا وهكذا كان عادة الأستاذ معنا دائما في المواد التي يدرّسنا فيها (البلاغة والأدب ) ..
والحقيقة أنها لا يمكن أن تقرأها دون أن تذرف الدموع وتسكب العبرات رغم حداثة السن آنذاك ، تصوّرٌ فوق الرائع وفيلم شعري مفعم بالأحداث والصخب والضجيج وأصوات السيوف وأنهار الدماء ولهيب الحريق الذي عم المدينة وكأنها كاميرا استقصائي يرصد ماذا حدث بالضبط بالمسلمين حينها ، وصدق من قال : إن الشعر كان بمثابة وزارة إعلام متنقلة في تلك العصور قبل عصور الانحطاط التي نعيشها .. وأذكر بعض الابيات حيث قال :
أي هولٍ رأوا بهم أي هولٍ ## حقّ منه يشيب رأس الغلام
كم أغصوا شارب بشراب ## كم أغصوا طعام بطعام
كم أب قد رأى عزيز بنيه ## وهو يعلى بصارمٍ صمصامِ
إلى أن قال :
أين فٌلْكٌ فيها وفلك إليها ## منشآت في البحر كالأعلام ..
سلِّط البثْقُ والحريق عليها ## فتداعت أركانُه بانهِدامِ
إلى آخر ما قال رضي الله عنه ...
المهمّ كنت في بحث للمقارنة بين القصيدتين لكي أتحقق مما قاله لنا الأستاذ إبراهيم وأقارن بينهما وأحاول مراجعة ما استعصى علي فهمُه مع أستاذي ، فأخذت كتابا أدبيا من مكتبة شيخي والوالد المربّي الشيخ / حامد ديمبا واقي رحمه تعالى وأظنّه كتاب "جواهر الأدب " وهو كتاب نفيس وإن عدّه المنفلوطي كتابا غير مهمّ في نظراته عن خداع العناوين ولا أدري سرّ تهجّمه على الاستاذ أحمد الهاشمي رغم أن الكتاب وفّر على مثلي الكثير فهو كتاب جواهر ولطائف وفرائ ودرر وربما بدافع الغيرة أو من باب أن المعاصرة تنفي المناصرة ففي اعتقادي أن جواهر الادب وجواهر البلاغة وميزان الذهب في صناعة شعر العرب وكتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر وهي كلها لأحمد الهاشمي الكاتب المصري رحمه الله تعالى كلها كتب في قمة المصنفات في هذا المجال ..
وقد وقعت بالضبط على قصيدة أبي البقاء الرندي بالكامل في الكتاب ..
وقررت نسخ القصيدة حيث كانت القصيدة تصلنا متقطّعة ولا تفي إلا بقدر ما يسمح به المقرّر وحين وصلت لقوله (الرندي ) :
تلك المصيبة أنستْ ما تقدمها ## وما لها مع طول الدهر نسيان ..
فالشاعر هنا يذكر أن ما حصل بالمسلمين في الأندلس لا يمكن نسيانها على مر العصور وكر الدهور من فظاعة المظاهر التي تم وقوعها في تلك البلاد ..
ووجدت الشيخ حامد أستاذي قد علّق بخط يده في الكتاب - وهذا عادة الشيخ مع كتبه حيث يدوّن ملاحظاته وتعليقاته في كتبه علّه يرجع إليها - على بيت في جانب المقطع وهو يقول معلّقا على البيت المذكور آنفا :
"لقد أنسته مصيبة المسلمين في فلسطين "
وحين استفسرت منه هذا التعليق وفحوى كل هذا المشهد في الشعر وقصة الأندلس وأخيرا "فلسطين " ، أجهش الشيخ بالبكاء رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى
هذا كان أول ارتباط لي بقضية فلسطين .. وهذا جواب لكثير منكم ممن يعاتبونني... لماذا تهتم بقضية فلسطين بينما قضايا وطنك أهمّ وقارتك بها ما يهمّنا أكثر ...
يا شباب هكذا ربّينا ....

تعليقات
إرسال تعليق